مقدمة عن هذا الموقع

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده، و نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبدُه و رسولُه. يَا أَيها الذين آمَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَاته ولا تموتن إلا وأنتم مُسلمُون. يا أيها الناسُ اتقوا الله ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجه وبث منهما رجالاً كثيراً وَ نساءً واتقوا الله الذي تساءلُونَ به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً. يَا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أعمالكم وَ يَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيما.

أما بعد،

أكثر من أثر علي من العلماء هما: الشيخ الداعية عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله (إمام السلفية في سوريا)، فقد كنت أختلف إليه سنين طويلة منذ طفولتي إلى وفاته رحمه الله، واستفدت منه في مسائل كثيرة، وأعجبني اعتداله وحبه للسلف وطريقته اللينة في التعامل مع العوام واحترامه للعلماء، وتعلمت منه أن لا أخرج عن أقوال السلف. ثم بعده الشيخ المجاهد الدكتور بسام عطية فرج حفظه الله، وهو الذي درست عليه علم الحديث (وإن كانت الإجازة في الحديث هي من شيخنا الدكتور وليد المنيسي حفظه الله) وعلم أصول الفقه وغير ذلك، وكان له الفضل في توجيهي والإجابة عن كثير من أسئلتي. وتعلمت منه الفكر الحر وأن أتبع الدليل. فكنت أختلف معه في مسائل ونتناقش فلا يعتب علي أن خالفته. وهذا كان له أثر كبير علي. وهناك غيرهم من الأفاضل ممن علمني القراءات القرآنية، ومنهم من استفدت من نقاشه في مسائل في الفقه والحديث، ولا شيء يغني عن القراءة، وبحر العلم لا ينضب، وفوق كل ذي علم عليم. اللهم علمنا ما جهلنا وانفعنا بما علمتنا إنك أنت الحكيم العليم.

من يسأل عمن منهجي، هذا موقفي من جميع الحركات الإسلامية اليوم:

مُناي من الدنيا علومٌ أبثها ... وأنشرها في كل بادٍ وحاضر
دعاءٌ إلى القرآنِ والسنن التي ... تناسى رجالٌ ذكرها في المحاضرِ
وألزمُ أطرافَ الثغور مجاهدًا ... إذا هيعة ثارت فأولُ نافرِ
لألقَى حمامي مقبلًا غير مدبر ... بسُمْرِ العوالي والدقاق البواتر
كفاحًا مع الكفارِ في حومةِ الوغى ... وأكرمُ موتٍ للفتى قتلُ كافرِ
فيا ربِّ لا تجعل حِمامي بغيرها ... ولا تجعلنِّي من قطينِ المقابرِ

أكتب في ملتقى أهل الحديث منذ تأسيسه باسم محمد الأمين. وهذا الموقع هو مخصص لنشر أبحاثي الخاصة. وإذا لم تتمكن من قراءة بعض الرموز مثل r ومثل t فأنت تحتاج إلى تحميل الخط الذي يمكنك من رؤية هذه الرموز (يعمل فقط مع متصفح إكسبلورر). وهو ضروري لكل مستخدم للعربية. الموقع ليس للفتوى، لأني أطلب الفقه لنفسي، لا للناس. قال الشاطبي في الموافقات: «من طلب العلم لله، فالقليل من العلم يكفيه. ومن طلبه للناس، فحوائج الناس كثيرة». فأنا أبحث المسألة التي أحتاجها شخصياً (أو أن تكون شبهة أثيرت فأجيب عنها) لكن المفتي يبحث في مشاكل الناس حتى لو لم تكن مهمة له. فهذا الموقع موجه لطالب العلم الذي يبحث عمن يناقش الأدلة العلمية، وليس للعامي الذي يبحث عن فتوى. وطالب العلم يحتاج لبحث الأدلة من أحاديث وقواعد فقهية وبيان أقوال العلماء ويهتم بالتوثيق والمصادر، ولا يهتم كثيراً بالناقل. أما العامي، فبالعكس، لا يبحث عن الأدلة بل يبحث عن مفتي يعرفه ويثق بعلمه وإخلاصه، ثم يسأله عما يحتاجه. وأرجو من الله أن يتقبل عملنا ويعفو عن خطأنا.

وكتب الفقير إلى ربه، محمد بن الأمين الدمشقي، أبو وسيم.