الإشارة بالإصبع في الصلاة

بسم الله الرحمن الرحيم

أخرج مسلم (579): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: «كان رسول الله r إذا قعد يدعو، وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، ويده اليسرى على فخذه اليسرى، وأشار بإصبعه السبّابة، ووضع إبهامه على إصبعه الوسطى، ويلقم كفه اليسرى ركبته»

(580) عن محمد بن رافع وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: «أن النبي r كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه، ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام، فدعا بها، ويده اليسرى على ركبته باسطها عليها».

"فدعا بها" أي أشار بها، إذ السنة عند الدعاء إما رفع السبابة أو رفع اليدين. وهذا إسناد غاية في الصحة، لكن أخر الإمام مسلم في الشواهد هذا الحديث نفسه لكنه مروي بالمعنى: وحدثنا عبد بن حميد، حدثنا يونس بن محمد (ت207هـ)، حدثنا حماد بن سلمة (ت167هـ)، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: «أن رسول الله r كان إذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى، وعقد ثلاثة وخمسين، وأشار بالسبابة». وقد تكون هذه أول إشارة في الحديث للأرقام الهندية وهي لم تكن معروفة في العهد النبوي، وقيل هي طريقة حساب مهجورة. عبيد الله أوثق من أيوب في نافع، وكلاهما جبلان في الحفظ يرويان اللفظ بحروفه، وعبد الرزاق ثقة ثبت في معمر وكلاهما يرويان من كتاب. لكن حماد بن سلمة فيه ضعف ويروي بالمعنى، فلا عبرة كبيرة بهذا اللفظ، والاعتماد على الأول.

حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك (وهو في الموطأ #48)، عن مسلم بن أبي مريم، عن علي بن عبد الرحمن المعاوي، أنه قال لعبد عبد الله بن عمر: كيف كان رسول الله r يصنع؟ قال: «كان إذا جلس في الصلاة، وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى، وقبض أصابعه كلها، وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى».

خلاصة الأحاديث:

يضع يده اليسرى على فخذه الأيسر وركبته اليسرى، واليد اليمنى مثلها لكن يقبض الأصابع الثلاثة، ويضع إبهامه على إصبعه الوسطى كأنه يشكل دائرة، ويشير للأمام بالسبابة (الأصبع الذي يلي الإبهام). ويستمر هذا طول التشهد، إذ لا دليل نقلي على ربط هذا بالتشهد، ولا يحرك السبابة لأن الحديث الذي يذكر هذا غير صحيح. والله أعلم.