حرب الروم والفرس الأخيرة التي نزل بها قرآن

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الروم تشير إلى الحرب بين كسرى الفرس خُسرَو الثاني Khosrau II وبين ملك الروم فوكاس Phocas. بدأت الحرب عام 602 م. في عام 608 وصلت جيوش الفرس إلى القسطنطنية. وفي عام 610 استولى هرقل على عرش الروم لكن الهزائم استمرت. وفي عام 613 وصلت إلى دمشق وحصلت المعركة الفاصلة عند مدينة درعا (أذرعات)، وبعدها بدا أنه الفرس سيكسبون الحرب لا محالة. ثم في العام التالي 614 سقطت القدس بيد القائد الفارسي شهربراز، واستولى على الصليب المقدس عند الروم. ثم تقدم إلى مصر فاحتل الاسكندرية سنة 619 وأكمل احتلال مصر عام 621. وفي نفس الوقت تقدمت قبائل الآفار والسلاف لتستولي على البلقان ثم لتحاصر القسطنطنية من الجانب الآخر.

لم يبق للروم إلا اليونان وجزائر البحر المتوسط (قبرص وصقلية) وشريط ساحلي في شمال إفريقيا (قرطاجة). انهارت معنويات الروم، وازداد الصراع الداخلي، وتوقع الناس سقوط دولتهم سريعاً وكان هرقل يفكر بالهروب إلى قرطاجة وتأسيس مملكة في تونس.

عام 622 م (يعني السنة الأولى للهجرة)، قام هرقل بحركة إصلاحية وأعاد تنظيم الجيش. ثم تحالف مع الخزر الترك، واستولى على أذربيجان سنة 624 ثم انتصر انتصاراً ساحقاً على الفرس في نينوى عام 627. ثم تحالف مع الأحباش عام 629 وانتصر مجدداً على الفرس وصار قريباً من عاصمتهم المدائن.

أدى هذا لحصول انقلاب عسكري في المدائن حيث قام الابن Kavadh II بقتل أبيه الملك والاستيلاء على عرشه (حديث: إن ربي أخبرني أنه قتل كسرى ابنه هذه الليلة لكذا ساعات مضين منها). وعقد صلحاً مع الروم وانسحب من الشام ومصر. ثم مشى قيصر حافياً إلى القدس حاملاً ما يسمى بالصليب المقدس بآخر سنة 629 وأول 630. وهي سنة لقاءه مع أبي سفيان (رضي الله عنه) لما وصلته رسالة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم.

نلاحظ تطابق المعارك الكبرى مع أحداث إسلامية مهمة: