عبد الملك بن مروان المُفترى عليه

بسم الله الرحمن الرحيم

عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية أبو الوليد الأموي المدني ثم الدمشقي. ولد عام 23 أو 26 هـ في خلافة عثمان. توفي سنة 86 هـ بدمشق. روى عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وأبيه مروان بن الحكم ومعاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وبريرة مولاة عائشة وأم المؤمنين أم سلمة. روى عنه عدد من الفقهاء والتابعين مثل الزهري وعروة بن الزبير. قيل أن معاوية استعمله على المدينة وهو ابن 16 سنة، وكان من فقهاء المدينة.

تولى الخلافة عند موت أبيه سنة 65 هـ، وليس له إلا الشام ومصر. فقام بتوجيه جيشه إلى العراق حيث مصعب بن الزبير، وكان مصعب صاحبه من قبل، فعرض عليه ولاية العراق إن بايعه فأبى، فقاتله عبد الملك وانتصر. وبسقوط العراق، قام أنصار بني أمية في خراسان والمشرق فأخذوها، وأرسل عبد الملك جيشاً إلى الطائف بقيادة الحجاج، وألحقه بجيش بقيادة طارق إلى المدينة، فلم تقاومه، ثم التقى الجيشان بمكة، وتفرق الناس من حول ابن الزبير، فقتل بعد حصار طويل في الحرم، واستتب الأمر لعبد الملك.

قال ابن سعد: «كان عابدا ناسكا قبل الخلافة». وقال عبادة بن نسي: قيل لابن عمر: «إنكم معشر أشياخ قريش يوشك أن ينقرضوا، فمن نسأل بعدكم؟". فقال: «إن لمروان إبنا فقيها فسلوه». (تهذيب الكمال 18|410). وقال جرير بن حازم: سمعت نافعا يقول: «لقد رأيت المدينة وما بها شاب أشد تشميرا ولا أفقه ولا أنسك ولا أقرأ لكتاب الله ولا أطول صلاة ولا أطلب للعلم من عبد الملك بن مروان». (تاريخ دمشق 37|119). وعن يحيى بن سعيد الانصاري: «أول من صلى بين الظهر والعصر عبدالملك بن مروان وفتيان معه كانوا يصلون إلى العصر». وقال أبو الزناد: «كان يعد فقهاء أهل المدينة أربعة: سعيد بن المسيب وعبد الملك بن مروان وعروة بن الزبير وقبيصة بن ذؤيب».